كتب مراسل ميدل إيست آي في القاهرة أنّ مسؤولين مصريين رفيعي المستوى كشفوا خططاً إسرائيلية لاستهداف قادة حركة حماس داخل العاصمة المصرية، وأكدوا أنّ أي محاولة ستواجَه برد قوي.
وأوضح مصدر أمني رفيع أنّ تقارير استخباراتية أظهرت تخطيط إسرائيل منذ فترة لاغتيال قيادات في القاهرة، وأن مصر أحبطت محاولة سابقة أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار خلال العامين الماضيين.
ذكر موقع ميدل إيست آي أنّ نحو 12 غارة جوية أصابت مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية الدوحة عند الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، مستهدفة قيادة حماس، ما أثار إدانات إقليمية واسعة.
تصريحات المسؤولين المصريين جاءت رداً على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة قادة حماس خارج فلسطين.
أكد المصدر الأمني أنّ أي استهداف لقيادات حماس على الأراضي المصرية سيُعد انتهاكاً للسيادة وإعلان حرب من جانب إسرائيل، وهو ما سترد عليه القاهرة من دون تردد.
وأضاف أن بعض قادة حماس عاشوا في مصر منذ سنوات طويلة حتى قبل اندلاع الحرب الحالية في غزة، لكن تفاصيل هوياتهم وأماكن وجودهم تبقى سرية لدواعٍ أمنية.
طالب المسؤولون المصريون إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات والتوجّه نحو وقف إطلاق النار بدلاً من إدخال المنطقة في دوامة من الحروب والتصعيد المستمر.
وأشار المصدر إلى أنّ العلاقات المصرية – الإسرائيلية تمرّ بتوتر متصاعد منذ أشهر بسبب غياب الحسم من جانب تل أبيب في ملف الهدنة المحتملة.
أعربت القاهرة عن مخاوفها من محاولات نقل مسؤولية غزة ومستقبلها – بما في ذلك خيار تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء – إليها.
وفي أغسطس الماضي كشف ميدل إيست آي أنّ مصر حشدت نحو 40 ألف جندي على حدودها مع القطاع لمنع أي تدفق محتمل للفلسطينيين.
كما أورد الموقع أنّ القاهرة جرى تهميشها في مفاوضات الهدنة المتعثرة، وسط مخاوف من أن تؤدي هجمة إسرائيلية واسعة إلى اختراق الحدود وخلق فوضى في سيناء.
قال مصدر استخباراتي كبير، إن قنوات الاتصال بين القاهرة وتل أبيب انقطعت بالكامل، ولم يحرز أي تقدم في مباحثات التهدئة قبل هجوم الدوحة.
بينما أوضح مسؤول عسكري أنّ الغارات على الدوحة لم تمر عبر الأجواء المصرية، مؤكداً عدم وجود أي تنسيق مع مصر أو الولايات المتحدة بشأن العملية.
كما أشار إلى أنّ نظام دفاع جوي صيني منتشر في سيناء يجعل عبور الطائرات من دون رصد أمراً مستحيلاً.
في خطاب مصوَّر عقب هجوم الدوحة، هدّد نتنياهو باستهداف قادة حماس في أي مكان، داعياً الدول التي تستضيفهم إلى طردهم أو محاكمتهم وإلا ستتولّى إسرائيل ذلك بنفسها.
وقارن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 باعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، معتبراً الحرب ضد الحركة جزءاً من معركة عالمية ضد الإرهاب.
لكن محللاً أمنياً بارزاً – تحدّث إلى ميدل إيست آي شريطة عدم الكشف عن هويته – اعتبر أنّ تحذيرات القاهرة تتعلق بمكانتها الإقليمية أكثر من ارتباطها بحماس نفسها.
وأوضح أنّ مصر لا تدافع عن الحركة، إذ تنظر إليها بريبة وتربطها بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لكنها ترى في أي عملية إسرائيلية داخل أراضيها إهانة لسيادتها وتقويضاً لمكانتها الاستراتيجية.
وأضاف المحلل أنّ قدرة القاهرة على لعب دور الوسيط في ملف غزة ستنهار إذا نفّذت إسرائيل اغتيالات في قلب العاصمة بلا رادع، ما سيُظهر عجزها عن حماية مجالها الحيوي.
وأكد أنّ الأنظمة المصرية المتعاقبة استثمرت كثيراً في ترسيخ صورة القاهرة كوسيط رئيسي، وأي عملية اغتيال في أراضيها ستقوّض هذا الدور وتفقدها هيبتها الإقليمية.
ختم التقرير بالإشارة إلى أنّ مصر كانت أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979 بوساطة أمريكية رغم الرفض الشعبي، إذ ظلّ الرأي العام المصري ينظر إلى إسرائيل كعدو ومحتل لفلسطين.